فأين التربية

كثيرا منا يخلط خلطا كبيرا ما بين مفهوم التربية ومفهوم الرعاية , فيستغرق في مسألة الرعاية جل الوقت ولا يبقي للتربية مكانا علي مر الآيام والليالي , فإذا نبهنا أحدهم ان الرعاية تستغرق الوقت كلة استغرب مما نقول أو نحاول التنبيه عليه .
فلو كان برنامجنا اطوال اليوم من الصباح الي المساء كالتالي :
>> نوقظ الآولاد والبنات إلي المدرسة ونأمرهم بغسل وجوههم والوضوء ثم الصلاة وننبه عليهم سرعة ارتداء ملابسهم و الافطار و النزول ثم يرجع الابناء من المدرسة فننبه عليهم أن يخلعوا ملابسهم , وليأكلوا طعامهم ويستريحوا قليلا امام التلفاز , ثم هيا بنا نذاكر وننهي مذاكرتنا , ونتناول طعام العشاء ثم هيا لتناموا>>
إذا كانت حيانتا هكذا فأين التربية ؟! .
هذه كلها رعاية بمعني الطعام و الشراب والملبس والتعليم ووسائل الترفيه كلها رعاية .
ِ
ومن هنا يحدث خلل في التربية .

ونجد إننا بذلنا جهدا كبيرا كأولياء امور ولكن اين النتيجة المرجوة من تعبنا ؟ الأم في البيت موزعة بين متطلبات البيت ومتطلبات الزوج ومتطلبات أولادها والاب غائب في عمله ليل نهار لتوفير قوت اليوم واحتياجات الحياة وتمر السنين دون توجيه ثابت وارشاد متدرج وتحفيز بناء وثواب وعقاب وتعديل للسلوك وفهم لطبيعة أطفالنا ونفسياتهم .
ثم نفاجأ بالمشكلات << مشكلات الاطفال >> ونقول بذلنا كل ما نستطيع ولم نقصر في شئ , ليكون هذا هو الحصاد بعد كل هذا الجهد تري أين المشكلة ؟ .
والمشكلة تكمن في الاساس اننا فقدنا التربية و صرفنا كل الجهد باتجاه الرعاية فقط لا غير